موضوع عن المقاومة الكويتية بالعناصر

وعملت المقاومة الكويتية خلال فترة المواجهة بكل الوسائل المتاحة من أجل نيل الاستقلال والحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي الكويتية، وذلك بحسب تفاصيل الموضوع التالي:

بداية المقاومة الكويتية

بداية تشكيل المقاومة الكويتية كانت عشوائية من قبل كافة التشكيلات العسكرية المتواجدة مع دخول الأرتال العراقية إلى الحدود في دولة الكويت. عماد المقاومة هم المقاتلون الذين خاضوا معارك مفتوحة مع القوات الغازية، وبعد ذلك تحولت هذه المقاومة إلى الشكل السري الذي كان أكثر ضماناً لسلامة المقاتلين. أبدت عدد من مدن الكويت صموداً أسطورياً لا يقارن بحجم القوات الغازية، وعلى رأسها مدينة كيفان التي قاتلت لمدة سبعة أيام، وصدت كافة أشكال الحملات، رغم ضعف الإمكانيات وقلة العدد، حتى تمكنت الجميع من الصمود. وسقطت تلك المدن لاحقاً بعد تشديد الحصار العسكري العراقي على المدن والأحياء الكويتية، والتركيز على ضرب كافة المناطق التي تتمركز فيها المقاومة الكويتية، دون غيرها.

أساليب المقاومة الكويتية في الحرب

وعملت المقاومة الكويتية على تعزيز الأخوة والعمل المشترك بين فرقها المنتشرة في المدن. وكانت طريقة تبادل المواد العسكرية والمتفجرات وغيرها بدائية إلى حد ما، لكنها كانت أحد أشكال التضامن التي خلدت في ذاكرة المقاومة الكويتية، حيث طلب مادة “تي إن تي” أو “العبوات الناسفة”. وعند الحاجة، أو حتى “السيارات المفخخة”، يتم إعداد الطلب وإرساله بأسلوب يومي مجاني إلى الفصيل الذي يرغب في تنفيذ العملية. وبعد دراستها ومراجعة حيثياتها، تمت طريقة الاتصال عبر الهاتف بين الكوادر السرية للمقاومة الكويتية، حيث تم تعديل حجم “القنبلة أو العبوة” بما يتناسب مع طبيعة العملية والغرض منها.

المقاومة من التشكيلات إلى الخلايا السرية

تطور فكر المقاومة الكويتية مع مرور الزمن ومع ازدياد القمع الذي تمارسه القوات الغازية على الشعب. وتطورت قدرة المقاومة، لتنتقل من حالة المواجهة المباشرة إلى حالة الهجمات السرية على الحواجز ونقاط التفتيش، حيث حصلت المقاومة على أسلحة نوعية وفعالة من مخازن وزارة الدفاع الكويتية، بما في ذلك الصواريخ. سام سيفين الذي استخدم ساعات غسيل الملابس في إطلاقه نتيجة عدم تمكن الناس من الوصول إلى ساعات إطلاقه الرئيسية، كما حصل على متفجرات خطيرة من نوع C4، بالإضافة إلى أشكال المقاومة الأخرى التي تمحورت حول فكرة العصيان المدني، تأييد أشكال الاضطرابات وعدم الانصياع للإجراءات التي يقوم بها الجيش العراقي، حيث تمركزت خلايا المقاومة في منازل المدنيين في كل من مناطق الجهراء، وبيان، والأندلس، والرميثية، ثم انتشرت في جميع مناطق الكويت ووصل عددها إلى 2000 من أفراد المقاومة قبل التحرير.

رمز المقاومة الكويتية

وتعمدت كوادر المقاومة الكويتية استخدام العديد من الكلمات الروتينية التي لا تلفت الانتباه إلى استخدامات عسكرية لا يفهمها إلا أفراد المقاومة، مخفية عن أعين الغزاة وأعوانهم، مثل كلمة “هل لكم خضرة” التي ترمز إلى سؤال عن وجود C-4 أم لا، أو كلمة “هل لديك المال؟” أو “تناولنا العشاء” وهي ترمز إلى اجتماع تخطيطي سري، وكلمة “كم متر من القماش” تعني كم سعر الدينار اليوم، وأما الماء فكان محادثة مشفرة. يرمز للبنزين، وسؤال “يلا نلعب كرة القدم اليوم” كان دليلاً على جاهزية الخلية للعمل العسكري، وكلمة “أهلنا زارونا” التي ترمز إلى وجود حملة تفتيشية خطيرة يجب الحذر معها وغيرها من الكلمات التي كانت بمثابة الكود الخاص الذي تعمل به المقاومة، حيث تم العثور على “263” كلمة وعبارة لغة سرية يستخدمها أكثر من “9193” شخصاً.

انتصارات المقاومة الكويتية

بدأت المقاومة الكويتية في تحقيق أهدافها الأساسية منذ فجر إعلانها، بتاريخ عام 1990م، حيث زادت شعبية المقاومة، وانضم إليها كثير من الأشخاص، بالإضافة إلى أفراد المؤسسة العسكرية للدولة، و وتكبدت قواتها خلال الأيام الأولى للاحتلال العراقي أكثر من (20) قتيلاً. ومع كل يوم، لا ينسى الشعب الكويتي العملية الكبرى التي نفذتها المقاومة بنصب كمين سري لشاحنات الوقود العراقية، كان فيها ما يقارب 13 سيارة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 20 جندياً والقوات المسلحة. تدمير أربع دبابات وناقلة جند. وشهدت الأيام تدمير الدبابات العراقية بشكل يومي، حتى أصبحت المقاومة أحد أشكال الإرهاب الذي دفع العديد من الجنود العراقيين إلى الفرار إلى السعودية.

أبرز عمليات المقاومة الكويتية

وانتشرت سمعة المقاومة الكويتية في المدن والبلدات، وقامت العديد من العمليات التي تحدث عنها الناس في كل مكان لزيادة الدافع النفسي الإيجابي لدى المقاومين الكويتيين. نجحت عملية الرميثية التي تمت على الدائري الخامس في تدمير سيارة دورية عراقية، فقام عناصر المقاومة بمداهمة الدورية بالقنابل الحارقة. وعاد عناصر المقاومة إلى أماكنهم سالمين، وتمكنت قوات المقاومة من مهاجمة حاملة دبابات عراقية وقتل أفرادها. الدائري الرابع تقاطع شارع الاستقلال، إضافة إلى منع الطيران الذي فرضته المقاومة الكويتية، فأسقطت القوات طائرة عراقية جامبو على متنها ما لا يقل عن “160” ضابطاً من الجيش العراقي، باستخدام صاروخ سام، والتي تعتبر من أكبر العمليات العسكرية التي تمت على الإطلاق. لقد فعلتها المقاومة.

اختتام موضوع عن المقاومة الكويتية

وتعتبر المقاومة الكويتية أحد أشكال الصمود التي أثبت من خلالها الشعب الكويتي أنه أهل للاستقلال، وجدير بتلك التضحيات، وسند لوطنه العزيز. وقدمت المقاومة آلاف الشهداء خلال سنوات عمل مليئة بالتضحيات، ورخيصة الأرواح في وجه الحرية والرغبة في تحقيق الاستقلال والحرية للوطن الكويتي. تركت المقاومة الكويتية بصماتها على العالم، وكانت من الأنواع التي قدمت مختلف أشكال المقاومة عسكريا وسياسيا واجتماعيا. ونسأل الله أن يرحم الشهداء الأبطال.