ما هي المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي وإلى أي مدى هي إلزامية؟ وقد أثارت هذه المذكرة جدلاً لسنوات طويلة بين فريقين من علماء القانون في الكويت. رأى الفريق الأول أن المذكرة الدستورية ملزمة مثل الدستور الكويتي، بينما رأى الفريق الآخر أنها مذكرة تفسيرية تقليدية وأنها غير ملزمة. وفي المقال التالي، يناقش الموقع حجج ومساندة الطرفين، ويمر بمراحل إصدار المذكرة التوضيحية للدستور الكويتي.
جدول المحتويات
- 1 ما هي المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي؟
- 2 مراحل تطوير المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي
- 3 مرحلة صياغة المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي
- 4 مرحلة مناقشة المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي
- 5 مرحلة إصدار المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي
- 6 ما مدى إلزامية المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي؟
- 7 الفريق الذي يدعو إلى إلزامية المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي
- 8 الفريق الذي يرى أن المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي ليست إلزامية
- 9 هل المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي ملزمة؟
- 10 تحميل المذكرة التوضيحية للدستور الكويتي بصيغة pdf
- 11
ما هي المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي؟
المذكرة الإيضاحية للدستور الكويتي هي مذكرة قانونية يتم من خلالها تفسير وتوضيح معاني النصوص والعبارات الواردة في مواد الدستور وحقيقة مراد المشرع. ولا يضيف أحكاما جديدة إلى الدستور، ولا يعدل الأحكام الواردة فيه. بل إنه يشرح المصطلحات المرنة المفتوحة للتفسيرات. وهو ما قد يؤدي إلى نشوء خلاف عند اللجوء إلى مواد الدستور، وبخلاف مذكرات القوانين التوضيحية التي يترك تفسيرها لإداريي وفنيي السلطة التنفيذية فقد تمت مناقشتها. المذكرة التوضيحية للدستور الكويتي وإقرارها في عدة جلسات لمجلس الأمة الكويتي. ويختلف الفقهاء التشريعيون في الكويت حول ضرورة هذه المذكرة، ولكل منهم أسانيده وحججه.
مراحل تطوير المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي
ظهرت المذكرة الإيضاحية للدستور الكويتي إلى النور عبر بوابة مجلس الأمة عام 1962م، ودخلت حيز التنفيذ بعد نشرها في الجريدة الرسمية (الكويت اليوم) بتاريخ 12 نوفمبر 1962م. ويمكن تلخيص مراحل تطوير المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي فيما يلي:
مرحلة صياغة المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي
وفي عام 1962م، قامت لجنة إعداد الدستور الكويتي بصياغة مواد الدستور ومذكرته التوضيحية، وعرضته للمناقشة على أعضاء الجمعية التأسيسية. وكانت اللجنة في ذلك الوقت مكونة من (5) أعضاء وهم وزير الداخلية الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح ووزير العدل حمود الزيد الخالد والسيد عبد اللطيف محمد. الثنيان الغانم، والأستاذ يعقوب يوسف الحميضي، والأستاذ سعود العبد العزيز العبد الرزاق.
مرحلة مناقشة المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي
أدرجت مناقشة المذكرة الإيضاحية للدستور الكويتي على جدول أعمال الجمعية التأسيسية في 30 أكتوبر 1962. وبدأت الجلسة بقراءة نصوص المذكرة الإيضاحية على أعضاء المجلس الذين طلبوا تأجيل الموافقة على المذكرة حتى جلسة يوم السبت 3 نوفمبر للاطلاع عليها بشكل أوضح. وانعقد المجلس في التاريخ المذكور. وتمت مناقشة العديد من نصوص المذكرة الإيضاحية، وإدخال بعض العبارات والتعديلات عليها بحضور الخبراء التشريعيين في البلاد. وفي نهاية الجلسة الموافقة على مراجعة المذكرة ورفعها مع الدستور إلى أمير البلاد لإقرارها.
مرحلة إصدار المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي
واستكمل المجلس التأسيسي مراجعة الدستور الكويتي ومذكرته الإيضاحية، ورفعهما إلى أمير الكويت في 8 نوفمبر 1962م. وفي 11 نوفمبر 1962م صدق الأمير آنذاك الشيخ عبدالله السالم الصباح على الدستور والمذكرة الإيضاحية، ونشرت في عدد خاص في الجريدة الرسمية (الكويت اليوم). ) حتى تكون الأحكام قابلة للتنفيذ.
ما مدى إلزامية المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي؟
المذكرات التوضيحية للقوانين عادة ما تكون غير ملزمة، حيث أن صياغتها لا تتطلب المرور بمراحل سن القوانين المعروفة من اقتراح ومناقشة وتصويت وإقرار. بل إنها تتم صياغتها بشكل مستقل عن النصوص التشريعية. لكن المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي اتخذت مسارا مختلفا عن أساليب المذكرات التفسيرية التقليدية. وقد تمت مناقشته والموافقة عليه عبر البوابة الإلكترونية لمجلس الأمة الكويتي، مما أحدث انقساما بين فقهاء التشريع الكويتي بين من قال بوجوبه ومن قال بعدم وجوبه، وفيما يلي بيان للآراء والتأييد من كلا الطرفين:
الفريق الذي يدعو إلى إلزامية المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي
يرى معظم الفقهاء القانونيين الكويتيين أن المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي ملزمة مثل الدستور. ويستند الفقهاء في هذا الرأي إلى عدة أسباب يمكن تلخيصها فيما يلي:
- وتتشابه المراحل التي مرت بها عملية إصدار المذكرة التوضيحية للدستور الكويتي مع مراحل صياغة نصوص الدستور وإقرارها.
- وتظهر العبارة التالية في نهاية المذكرة التوضيحية للدستور:
“وعلى ضوء التصور العام المذكور أعلاه لنظام الحكم، ووفقاً لهذه التوضيحات المختلفة بشأن بعض المواد على وجه الخصوص، فهو تفسير لأحكام دستور دولة الكويت.”
- التوضيح الذي تمت الموافقة عليه خلال الأزمة الدستورية عام 1964م بشأن تفسير المادة (131) من الدستور والذي جاء فيه:
“لا يمكن طرح أي تفسير جديد للمادة (131) من الدستور غير ما ورد في المذكرة الإيضاحية، حيث تعتبر المذكرة الإيضاحية جزءا لا يتجزأ من مواد الدستور”.
- واعتمدت الحكومة الكويتية على نصوص المذكرة التوضيحية بشأن المادة (20) من الدستور في تقديم مشروع إلى مجلس الأمة بشأن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأعوام 1967 إلى 1972م.
- التقرير المقدم من اللجنة التشريعية أثناء الأزمة الدستورية عام 1975م والذي اعتمدت فيه على المذكرة الإيضاحية في تفسير أحكام المادتين (98) و(104) من الدستور الكويتي.
- اعتمدت المحكمة الدستورية في الكويت المذكرة الإيضاحية لتنفيذ مواد وأحكام الدستور الكويتي.
- واعتمدت الحكومة الكويتية على نصوص المذكرة الإيضاحية عندما طلبت الترخيص بإصدار مراسيم لها قوة القانون في بعض الحالات الطارئة، كما حدث في حرب النكسة عام 1967م.
- وهناك توضيح واضح في المذكرة التوضيحية التي تحدد نطاق المشاورات المتعلقة بتعيين رئيس مجلس الوزراء المنصوص عليه في المادة (56) من الدستور.
- تحديد المذكرة الإيضاحية للقضايا التي لا يجوز رفعها إلا بأمر أميري، مثل تسمية ولي العهد، وتعيين نائب الأمير، وترشيح رئيس مجلس الوزراء.
الفريق الذي يرى أن المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي ليست إلزامية
أما القول بعدم وجوب المذكرة الإيضاحية فهو مبني على دحض حجج الفريق الأول بما يلي:
- والقول بأن المذكرة الإيضاحية مرت بمراحل إقرار الدستور هو قول ناقص، إذ لم يتم التصويت على المذكرة كما هو الحال عند إقرار الدستور.
- والاعتماد على البيان الأخير الذي ورد في المذكرة أمر غير مقبول، إذ لا يمكن الاعتماد على ما ورد فيها لإثبات صحة أي شيء.
- وحجة الأزمة الدستورية عام 1964م غير مقبولة، فلا مشكلة في اعتماد اللجنة على التوضيح الوارد في المذكرة، وهذا لا يعني أنها ملزمة قطعاً.
- والحجة المتعلقة بالمادة (20) ليست دليلاً على وجوب المذكرة، بل هي بمثابة إعلان عن بداية ظهور عرف دستوري مكمل.
- إن حجة الأزمة الدستورية عام 1945م ليست دليلاً على ضرورة المذكرة، ومن الممكن الرد عليها بنفس أسلوب الحجة السابقة.
- إن الدفع بأن المحكمة الدستورية اعتمدت على المذكرة الإيضاحية لا يعني على الإطلاق أنها إلزامية. بل يمكن للمحكمة، كأي محكمة أخرى، أن تسترشد بالمذكرة الإيضاحية.
- وحجة التفويض التشريعي محل نظر، إذ أن ما ورد في المذكرة الإيضاحية يخالف ما ورد صراحة في نص المادة (50) من الدستور.
- ولا تعتبر الحجة المتعلقة بالمادة (56) دليلاً على وجوب المذكرة الإيضاحية، بل إن الالتزام في هذه الحالة يرجع إلى العرف الدستوري المفسر.
- إن الجدل حول تعريف الأوامر الأميرية يستند إلى العرف الدستوري المفسر، ولا يعتبر دليلا على ضرورة المذكرة التفسيرية للدستور.
هل المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي ملزمة؟
تتفق آراء معظم الفقهاء التشريعيين في الكويت على أن المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي إلزامية. لكن لا يمكن تجاهل آراء وحجج الفريق التي تقول بأنها غير إلزامية وتستند إلى عدم وجود نص واضح يقضي بذلك مع إمكانية صدور مثل هذا النص. وإلى أن ينتهي الجدل الدائر حول هذه القضية، ستتابع السلطات الأمر. ويمارس الثلاثة في الكويت مهامهم في ضوء ما ورد في الدستور الكويتي، مسترشدين في تفسير النصوص الواردة في المذكرة الإيضاحية للدستور.
تحميل المذكرة التوضيحية للدستور الكويتي بصيغة pdf
ويمكن الاطلاع على نصوص مواد الدستور الكويتي، ونصوص المذكرة الإيضاحية المرفقة به، بتحميل هذه النصوص بصيغة PDF بالضغط على الرابط التالي:
- تحميل الدستور والمذكرة التفسيرية للدستور الكويتي pdf: “”.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالتنا التي تطرقنا فيها إلى موضوع ما هي المذكرة التوضيحية للدستور الكويتي وإلى أي مدى هي إلزامية. وتم استعراض مراحل إصدار هذه المذكرة، وعرض الحجج والأسانيد لكل من الطرفين القائلين بأن هذه المذكرة إلزامية والأطراف التي تقول بأنها غير إلزامية.