قصة غزوة أحد

قصة غزوة أحد

شعر كفار قريش بالذل بعد الصدمة التي تلقوها في غزوة بدر، والخسائر الفادحة التي لحقت بهم، سواء من حيث موت أفضل وأشجع فرسانهم، أو من حيث الشعور بالذل والعار بين القبائل العربية المجاورة. مما جعلهم يشعرون بمزيد من التهديد بأن قوة الإسلام ستقوى وتزداد رغبتهم. للسيطرة على المسلمين وإطفاء شعلة الإيمان في نفوسهم.

ولذلك بدأت نيران الحرب تشتعل، وشن المشركون عدداً كبيراً من الضربات والهجمات العسكرية على قوافل المسلمين وسراياهم. كما بذل المشركون قصارى جهدهم في قطع الإمدادات والمؤن التي كانت تصل إلى المسلمين من الشام، مما أدى إلى شحن نفوس المؤمنين بالرغبة في الجهاد ومواجهة هذه الأعمال. ويمكن القول أن هذه الشرارات كانت العلامات الأولى التي أدت إلى بداية غزوة أحد.

سبب غزوة أحد

وخرجت سرية من تجار قريش بقيادة أبو سفيان بن حرب ومعها غنيمة من الفضة ليتاجروا بها. وكان فرات بن حيان بني بكر مرشدهم في الرحلة. ولما علم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أرسل زيد بن ثابت، فسيطر على المدينة. ناقتهم وما فيها من سلعة، فردها إلى الرسول.

وعندما اتضحت الصورة لأهل قريش أن جميع طرق التجارة غير آمنة، قرروا الهجوم على فرات بن حيان ومن معه، إلا أنهم وصلهم خبر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في طريقه. إليهم، مما جعلهم يعودون للاستعداد لحرب جديدة مع المسلمين، ولكن بعد التعاون مع اليهود وغيرهم. أحد أعداء الإسلام .

أهم أحداث غزوة أحد

وفي ضوء الحديث عن قصة غزوة أحد، تجدر الإشارة إلى كيف استعد خير البشرية محمد والصحابة لهذه المعركة، حيث كان الرسول قد أعد الجيش الذي بلغ عدده 700 مقاتل لملاقاة الجيش. من المشركين بقيادة سفيان بن حرب، وعددهم ثلاثة آلاف مقاتل في جبل أحد على مقربة من المدينة المنورة.

وقاد – صلى الله عليه وسلم – لواء الجيش، وقسمه إلى كتائب المهاجرين، والأوس، والخزرج. المجموعة الأولى بقيادة مصعب بن عمير، والثانية بقيادة أسيد بن حضير، والثالثة بقيادة الحباب بن المنذر. وأما جيش المشركين فكان خالد بن الوليد في الجانب الأيمن. وعكرمة بن أبي جهل على اليسار.

وطلب الرسول من 50 رجلاً أن يحموا ظهور المؤمنين من خيل المشركين في الجهة الغربية بصعود الجبل، وشدد عليهم ألا ينزلوا من مواقعهم مهما حدث، علماً أن من أهمها أحداث غزوة أحد كانت خيانة المنافق عبد الله بن أبي سلول الذي انسحب بثلث الجيش. ومن أجل إثارة البلبلة والفتن، وزرع الخوف في نفوس المؤمنين، حاول عبد الله بن عمرو إقناعهم بالعودة، لكنهم رفضوا.

وفي أول المعركة كان الله في عون المؤمنين ووقوفهم إلى جانبهم، حتى أن طلحة بن أبي العبدري كان ينادي المسلمين ويشجعهم على أن تعجل سيوفهم بالجنة وتعجل سيوف المشركين. الجحيم، فكانت الجولة الأولى مصير المؤمنين.

شهداء غزوة أحد

ومات عدد كبير من المسلمين في غزوة أحد، حيث بلغ عدد الشهداء هناك 70 شهيداً، ومنهم حمزة عم النبي الذي مثلت هند بنت عتبة بجثته بشكل أحزن النبي صلى الله عليه وسلم. عليه الصلاة والسلام، كما جاء في الحديث الشريف:

«نظر النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد إلى حمزة مقتولاً وممثلاً، فرأى منظراً لم ير قط أشد ألماً ولا أفظع على قلبه منه: فقال: ورحمة الله عليك. على الخير، ولولا حزن من بعدك عليك لرضيت أن أفارقك حتى تأتي من مختلف الطوائف…». [رواه أبو هريرة].

وأقسم الرسول أن يمثل بجثة سبعين مشركاً انتقاماً له، ولكن في هذا الوقت نزلت الآية الكريمة: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عذبتم به. ولئن صبرتم فهو خير للصابرين } [النحل: 126]فاستغفر – عليه الصلاة والسلام – وامتنع عن فعل ما أراد.

نتائج غزوة أحد

وقد تضمنت قصة غزوة أحد العديد من النتائج، أبرزها ما يلي:

  • تعلم المسلمون درسا لا ينسى في ضرورة اتباع أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • مع العلم بوجود منافقين في صفوف المؤمنين وإدراك خطورتهم في إضعاف الجيش وإحباط المسلمين.
  • والهزيمة التي لحقت بالمسلمين في البداية تسببت في تضاؤل ​​مكانتهم بين جماهير قبائل العرب، وانتصر المشركون من قريش واليهود في جولة بخسارة عدد كبير من الصحابة.

وفي ختام المقال عن قصة غزوة أحد، يتضح أن غزوة أحد هي إحدى الغزوات التي أحدثت فرقًا في التاريخ الإسلامي، وألحقت بالمؤمنين خسائر فادحة، كما قال حمزة، ومات عم الرسول، فمثل المشركون بجثته، وتعلم المسلمون دروسًا لا تُنسى رغم انتصارهم.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً