ما حكم زواج المسيار مع وجود الدليل على صحة أو مخالفة هذه العادة الاجتماعية التي انتشرت في المجتمع الإسلامي في الآونة الأخيرة؟ ولم تكن معروفة إطلاقاً في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد اتخذها البعض وسيلة لتيسير أمور الزواج لغير القادرين على استيفاء شروط الزواج بحثاً عن تحليل. العلاقة بين الرجل والمرأة وخوفاً من الوقوع في الحرام، والمقصود بزواج المسيار هو ما سيعرف من خلال ما يعرضه فيما يلي من حكمه الشرعي وأنواعه.
ما هو زواج المسيار؟
زواج المسيار أو ما يعرف بزواج الإيثار هو مصطلح أو نوع من أنواع الزواج الذي شاع استخدامه والمشار إليه في الآونة الأخيرة في العالمين العربي والإسلامي، حيث يتم الزواج وفق الشروط المعروفة في الإسلام، مع تنازل الزوجة عن شروط السكن والنفقة. ويختلف المسيار من الناحية القانونية عن الزواج العرفي الذي يتم توثيقه في الدوائر الرسمية، بالإضافة إلى أن الزواج العرفي يشمل جميع حقوق الزوجة، بخلاف المسيار الذي يسقط فيه حقها في النفقة والمسكن، كما ذكرنا سابقاً، و وقد تباينت الآراء الفقهية فيه بحسب مقارنة المنافع التي فيه مع الأضرار الناجمة عنه، بحيث تختلف بين من يبيحه أو يبيحه مع الكراهة ومن يحرمه.
ما حكم زواج المسيار مع الدليل؟
اختلف الفقهاء المسلمون في الحكم الشرعي لزواج المسيار، وانقسمت آراءهم وفتاواهم فيه بين التحريم المطلق، أو الحل الكامل، أو الإباحة مع كراهية فعله في أحوال معينة، إذ يعتمد القائلون بجوازه على ما يلي: خطأ قوله تعالى: {والذين هم فروجهم حافظون * إلا على أزواجهم. أو ما ملكتها أيمانهم فليس عليهم ملومون. * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم المسرفون } وتفصيل ذلك كما يلي:
- الرأي الأول: التحريم المطلق: وقد بنى العلماء بطلانه وتحريمه على ما يترتب عليه من مفاسد، وما فيه من إهانة للمرأة المسلمة وانتقاص لحقوقها، بالإضافة إلى الاتهامات التي تؤدي إلى ذلك. يؤثر عليها ويؤذيها، بالإضافة إلى تأثر الأبناء وضياعهم لغياب الأب، ومن قال بحرام هو الشيخ الألباني.
- الرأي الثاني: الجواز: بناء على تيسير أمور الزواج، لا سيما في الظروف التي تمنع المرأة من فراق والديها، وتمنع الرجل من إعلان زواجه، ولو كانت من شروط الزواج التي يمكن الإخلال بها. وهذا الرأي أخذ به الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ كلما توافرت الشروط. صحة الزيجات الأخرى.
- الرأي الثالث: جوازه مع الكراهة: وهو رأي الشيخ يوسف القرضاوي وغيره ممن قالوا: يكره التزويج إلى حين لأنه يشبه المتعة، ويحرم عقده بدونه. ولياً للمرأة، فيبطل ذلك. ويشترط أن يكون الإقرار أو الشهود ممكناً على الأقل.
أنواع زواج المسيار
ويتفق جمهور العلماء على أن زواج المسيار نوعان، أو يظهر على شكلين. وإذا كان زواج المسيار في إحداهما فهو صحيح ولا يتعارض مع ما تنازل عنه الزوجان من حقوقهما بالاختيار والرضا وتفضيل مصلحة وتقديمها على أخرى، سواء قبل إتمام العقد أو بعده، وعليهما كما هو موضح في ما يلي:
- النوع الأول: عقد الزواج المستكمل لجميع الشروط والأركان التي يتطلبها العقد من الشهود وإقرار الولي والمهر، إلا أن الحق في النفقة والمسكن أو كليهما سقط لظروف معينة، فالزوجة تعيش في بيتها ويأتي إليها زوجها في بيت خاص، ومما يدفع ذلك رغبة المرأة في حفظ عورتها مما هو محرم. إلا إذا أمكن لها الزواج لأنه سيكون لها ذرية صالحة.
- النوع الثاني: وهو النوع الأكثر شيوعاً الذي لا يسقط فيه الحق في النفقة، ويقتصر التنازل فقط على حق السكن. والأصل أنه زواج سري، والمقصود فيه إخفاء أمر هذا الزواج عن أهله تفادياً للمشاكل الناجمة عن العلانية.
وبهذا نختتم مقال اليوم الذي نتعرف فيه على حكم زواج المسيار مع الأدلة الشرعية. وتعرفنا أيضًا على سبب انتشار زواج المسيار في الآونة الأخيرة في بلاد المسلمين، وأنواعه المقبولة شرعًا.