سرداب فوريك في أرض زيكولا لغز غامض يعيد تشكيل مفاهيم الواقع

وفي عالم الأدب فإن الروايات التي تحتوي على الغموض وجو الإثارة هي أكثر ما يجذب القراء، ومن بينها رواية “أرض زيكولا” التي أبهرت الكثير من القراء في مصر وخارجها. يعد «أرض زيكولا» أحد أبرز أعمال الكاتب المصري عمرو عبد الحميد، الذي يمزج بين الخيال والإثارة بأسلوب روائي بسيط يجذب القارئ من السطور الأولى. ولكن وسط أحداث الرواية المثيرة نجد أن هناك عنصرًا غامضًا يثير فضول الكثيرين وهو “قبو فوريك”. وفي هذا المقال من موقع “إقرأها” سنتناول بالتفصيل ما هو قبو فوريك، ونستعرض دوره في رواية “أرض زيكولا”، بالإضافة إلى بعض القصص التي تم تداولها عنه في المجتمع المصري.

ما هو قبو فورك؟

سرداب فوريك هو عبارة عن مساحة تحت الأرض مكونة من عدة طوابق، وكان يستخدم في العصور القديمة كملجأ بعيداً عن حرارة الصيف القاسية. تختلف وظائف الطابق السفلي حسب الفترة الزمنية والموقع. وقد تم استخدامه كملجأ للعائلات أو كمقابر أثرية، من بين أغراض أخرى. وفي بعض الأحيان ارتبط الطابق السفلي بأساطير وأساطير تناقلتها الأجيال، ويعتقد البعض أنه يحتوي على أسرار لم يتم اكتشافها بعد.

وفي سياق الأدب العربي الحديث، كان «سرداب فوريك» أحد العناصر المحورية في رواية «أرض زيكولا»، إذ يمثل مكانًا غامضًا مليئًا بالأسرار. ورغم أن هذا القبو غير موجود في الواقع، إلا أن القصة المتعلقة به في الرواية أثارت فضول العديد من القراء، مما جعل القبو أحد مواضيع البحث والاستكشاف المثيرة.

سرداب فوريك في رواية “أرض زيكولا”

في رواية “أرض زيكولا” نجد أن قبو فيوريك ينقلنا إلى عالم مليء بالألغاز. يحكي الكاتب قصة “خالد”، الشاب المصري الذي يعيش في قرية تدعى “البهو فريك”، ويعاني من مشكلة عاطفية تتعلق بحبه لفتاة من قريته. وفي محاولة للهروب من حالته النفسية، سمع خالد عن سرداب فوريك، فقرر أن يتجرأ ويذهب ليكتشفه بنفسه.

وتستمر الأحداث عندما يلتقي خالد بجده الذي يخبره ببعض التفاصيل عن السرداب، ويعطيه كتابًا يخص أحد المغامرين الذي سبق أن دخل السرداب دون أن يكمل رحلته. ومن باب الفضول، قرر خالد إكمال ما بدأه ذلك المغامر، فدخل الطابق السفلي رغم تحذيرات الجد. وبمجرد دخوله إلى الطابق السفلي، شعر بوجود شيء غريب، وحدث شيء غير متوقع، حيث انهار عليه الطابق السفلي.

وبمعجزة نجا خالد من الحادث ليجد نفسه في مكان مجهول وسط صحراء شاسعة. ومن هنا تبدأ مغامرة جديدة، حيث يلتقي بشخصين من مدينة “لاند زيكولا”، يرحبان به في مدينتهما التي تختلف تمامًا عن أي مكان آخر. وترافق الأحداث القادمة القوانين الغريبة لهذه المدينة، مما يجعل رحلته مثيرة ومليئة بالتحديات.

قوانين مدينة “زيكولا لاند”

تتميز مدينة “أرض زيكولا” بالعديد من القوانين الغريبة والمختلفة تمامًا عما هو مألوف في العالم الخارجي. ومن أبرز هذه القوانين أن الوحدات الاقتصادية في المدينة لا تقاس بالمال، بل بوحدات الذكاء. فكلما عمل الإنسان وحقق النجاح في عمله، حصل على “وحدات استخباراتية”، تستخدم في بيع وشراء أي شيء في المدينة.

تعتقد المدينة أن الأغنياء فقط هم الأذكياء، بينما يعتبر الفقراء أغبياء. وكان هذا النظام محركاً رئيسياً لأحداث الرواية، حيث يكشف خالد المزيد من أسرار المدينة وقوانينها الغريبة التي تحدد مصير سكانها. ومن المفارقات الغريبة أيضًا أن يتم التضحية بالفقراء في يوم الاحتفال السنوي بالمدينة.

روايات عن سرداب فوريك

وبجانب الرواية هناك بعض القصص الشعبية التي تم تداولها بين أهالي قرية “البهو فريك” والتي تربط قبو فوريك بالعديد من الأساطير القديمة. ويعتقد بعض السكان أن الطابق السفلي يحتوي على آثار فرعونية لم يتم اكتشافها بعد. بل إن البعض يذهب أبعد من ذلك فيقول إن القبو يخفي مخلوقات غريبة أو غير بشرية، وهو ما يفسر بعض الحوادث الغامضة التي حدثت أثناء تواجد الناس في القبو.

ومع ذلك، يظل “Forek's Crypt” جزءًا من الخيال الأدبي أكثر من كونه حقيقة حقيقية. يؤكد الكاتب عمرو عبد الحميد أن أحداث رواية “أرض زيكولا” لا تستند إلى حقائق تاريخية أو أسطورية، بل هو عمل خيالي بالكامل.

خاتمة

وفي الختام يبقى «سرداب فورك» أحد الرموز التي تجعل من رواية «أرض زيكولا» ذات طابع مميز وغامض. واستطاع الكاتب عمرو عبد الحميد أن يخلق عالماً من الإثارة والتشويق حول هذا القبو، مما يجعل روايته واحدة من أكثر الأعمال الأدبية إثارة للاهتمام في الأدب العربي المعاصر. أما عن حقيقة سرداب فيوريك، فإن هذه الحكايات تظل جزءاً من خيال الكاتب والجمهور، بعيداً عن الواقع. ولكل محبي أدب الخيال والغموض، يمكنكم زيارة موقع “إقرأها” لمزيد من المقالات الشيقة حول هذا الموضوع.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً